Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
مُدَوَّنَة الْدُّرَر الْبَهِيَّة

مَثَلُ آدَمَ وَذُرِيَّتُهُ، مِنْهُمُ الخَبِيث وَمِنْهُمُ الطَّيِّب

18 Octobre 2013, 08:35am

Publié par Ghurabae

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد؛
 
 
يقول الله تعالى { وَ الْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ الَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ 58 } - [الأعراف]
 
 
 
قال ابن أبي حاتم في " تفسيره / ج 5 ص 1503 " :
" 8616 ـ حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابه، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: {وَ البَلَدُ الطَّيِبُ} و {الَّذِي خَبُثَ} كل ذلك من الأرض السباخ وغيرها، مثل آدم وذريته كلهم، منهم الخبيث ومنهم الطيب." اهـ
 
 
و قال الطبري في " تفسيره / ج 10 ص 2258 " :
" حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: {وَ البَلَدُ الطَّيِبُ}، و {الَّذِي خَبُثَ} قال: كل ذلك من الأرض السِّباخ وغيرها، مثل آدم وذريته، فيهم طيب وخبيث.
 
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: {وَ الْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ الَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا}، قال: هذا مثل ضربه الله في الكافر والمؤمن." اهـ
 
 
يقول ابن كثير في " تفسيره / ج 6 ص 325 - 326 " :
" قوله {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه} أي والأرض الطيبة يخرج نباتها سريعا حسنا كقوله {وأنبتها نباتا حسنا} {والذي خبث لا يخرج إلا نكدا}. قال مجاهد وغيره: كالسباخ ونحوها. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الآية: هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر. وقال البخاري(1): حدثنا محمد بن العلاء حدثنا حماد بن أسامة عن ابن يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل ما بعثني الله به من العلم والهدى كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكانت منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به".
رواه مسلم والنسائي من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة به." اهـ
 
 
يقول السعدي في " تفسيره " :
" بعد أن بين الله تعالى في المثال السابق أن الماء مادة الحياة بالنسبة للأرض، فكذلك الوحي هو مادة القلوب الذي هو بمثابة الأرض.
فإن القلوب الطيبة حين يجيئها الوحي، تقبله و تعلمه و تنبت بحسب طيب أصلها، و حسن عنصرها، فكذلك الأرض و البلد الطيب، أي طيب التربة و المادة، إذا نزل عليه مطر يخرج نباته الذي هو مستعد له بإرادة الله و مشيئته. فليست الأسباب مستقلة بوجود الأشياء حتى يأذن الله بذلك.
وأما القلوب الخبيثة التي لا خير فيها، فإذا جاءها الوحي لم يجد محلاًّ قابلا، بل يجدها غافلة معرضة، أو معارضة، فيكون كالمطر الذي يمر على السباخ و الرمال و الصخور، فلا يؤثر فيها شيئا، أو على أرض خبيثة التربة و المادة، فلا تخرج إلا نباتا خاسّاً لا نفع فيه و لا بركة.
فهذه الآيات و الأمثلة المتنوعة التي يضربها الله تعالى لا ينتفع بها إلا قوم يشكرون الله بالاعتراف بنعمه، و الإقرار بها، و صرفها في مرضاة الله، لأنهم يرونها من أكبر النِّعم الواصلة إليهم من ربهم." اهـ
 
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم – باب: فضل من عَلِمَ و عَلَّمَ (79).
Commenter cet article