إذا علا الماءُ الماءَ انتُزِعَ الولد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، أما بعد

فإن من الأمور التي لم يجد لها علم الطب تفسيرا، مسألة الشبه بين الأبناء و الآباء. فتارة يكون الولد شبيها بأبيه و تارة بأمه و تارة بعمه أو خاله أو عمته أو خالته أو جده أو جدته. فكيف يحصل هذا الأمر ؟

و كل ما يقولون، أن العوامل الوراتية هي التي تشرح سبب التشابه بين الآباء وأبنائهم

و إن كان هذا حق لكن ليس عن هذا نبحث، فالمسألة ما قبل تشكل الجنين و هذا ما لا يعرفوه

فقد خرج البخاري في صحيحه (3938) من حديث أنس بن مالك، أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينة، فأتاه يسأله عن أشياء، فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي : ما أول أشراط الساعة، وما أول طعام يأكله أهل الجنة، وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه ؟ قال : ( أخبرني به جبريل آنفا ) . قال ابن سلام : ذاك عدو اليهود من الملائكة، قال : ( أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما الولد : فإذا سبق ماء الرجلُ ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجلُ نزعت الولد ) ... ـ الحديث

و في صحيح مسلم (314) من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء ؟ فقال نعم، فقالت لها عائشة : تربت يداك . وألت . قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعيها . وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك . إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله . وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه 

و جاء في مسند أحمد (4/176) من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ... قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اشهد عليهم، فأنشدكم بالله الذي لا اله إلا هو، الذي أنزل التوراة على موسى. هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ وأن ماء المرأة أصفر رقيق فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرا بإذن الله وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله قالوا : اللهم نعم ... ـ الحديث، قال أحمد شاكر إسناده صحيح و كذا قال البويصري في " إتحاف الخيرة المهرة ـ 7/33

أقول: في قوله عليه الصلاة و السلام " أيهما علا كان له الولد و الشبه بإذن الله "، و الله أعلم إشارة إلى جنس الولد. و إلا فالولد حاصل باذن الله 

فقوله عليه الصلاة و السلام " كان له الولد " و الله أعلم يعني من جهة الجنس، أي إذا علا ماء الرجل كان الولد ذكرا، و إذا علا ماء المرأة كان الولد أنثى. و الله أعلم

و قد جاء في " صحيح أسباب النزول " (22)، من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ... اللهم اشهد عليهم فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ وإن ماء المرأة أصفر رقيق فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله ، إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرا بإذن الله ، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله ، قالوا : اللهم نعم

إلا أن في إسناده شهر بن حوشب 

قال الوادعي في الحاشية: في إسناده شهر بن حوشب مختلف فيه والراجح ضعفه من أجل سوء حفظه لكنه يصلح في الشواهد والمتابعات

هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم