Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
مُدَوَّنَة الْدُّرَر الْبَهِيَّة

إلى كل من يطعن في الشيخ ربيع،و أمثاله من أهل العلم, إليكم هذه الكلمات اليسيرات‎ [نصيحة]‎

3 Décembre 2011, 18:21pm

Publié par Ghurabae

باسم الله الرحمن الرحيم 


حياكم الله بالسلام 
الحمد لله و الصلاة على محمد بن عبد الله و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا و بعد

  
فمن باب المشاركة بالخير، و عدم احتقار شيء منه، نقول هذه الكلمات اليسيرات عسى أن ينفع الله بها من شاء من عباده إنه ولي ذلك و القادر عليه.
و الله أسأل أن ييسر ما قصدت، و أن  يدلل ما أردت و أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، إنه جواد كريم.





قال الذهبي رحمه الله 

لا يتكلم في الرجال إلا تام العلم تام الورع "


 
و هذا الأصل تكلم عنه الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني في محاضرة له بهولندا تحت عنوان
"آثار الفقه في الدّين على العقيدة والمنهج والإختلاف"

 قال:



  ... فعلى المسلم إذن عباد الله أن يعرف فضل التفقه في الدين  وأنه خير ما تشغل به الأوقات، و يدل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من حديث معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"


فليبشر إذن، من رأى من نفسه إقبالا على التفقه و إعراضا عن مضيعة الوقت فيما لا يحسن و لا ينفع  فليبشر بذلك. و ليخافمن رأى نفسه منصرف عن ذلك بما لا يعنيه، أنه ممن لم يرد به الله خير. فإذا رأى الرجل نفسه مقبلا على  التفقه في الدين و الإشتغال بما ينفعه و الحرص على ذلك فليبشر بأنه ممن أراد الله به خير، و إذا رأى نفسه يجلس مع الجماعة يضيعون  وقته لاهُم يتكلمون في الطهارة و لا في أحكام الصلاة و لا في التوحيد و مسائله فأضاعوا أوقاتهم حتى أتاهم الموت وهم لم يحسنوا العمل لأنهم أضاعوا العلم، فهذا ممن لم يرد به خير، لاشك في ذلك.


 
واعلموا أن الأمر كما قال ابن القيم رحمه الله؛ قال :
إن للشيطان مع بني الإنسان واديان لا يبالي في أيهما هلك: واد من الغلو و واد من التقصير.


 فإذا رأى إنسان مقبل على منهاج السلف، كيف يضيع عنه العلم و الإقبال على المنهج الحق؟    يجعله يغلوا في الرجال

 من جهتين يكون الغلو:
الجهة الأولى :أنه كل وقته  يشغله بالكلام فى الرجال، فلا يكاد يجلس مع أصحابه ليتفقه معهم، غلو لاشك، لأن الصحابة ما فعلوا و لا ابن عمر في دور البدع  وقت القدرية ما كان بن عمر كذا: كان يجلس و يعلم أصحابه أحكام الطهارة و أحكام الصلاة إلى آخره كإبن عباس و غيرهم مع ظهور أهل البدع كالخوارج، كل شيء له وقت، وقت للتحذير من أهل البدع و وقت للتعلم للتفقه

و الغلو يجري من جهة أخرى و هو أن يطعن من ليس بأهل للطعن، لأن الله ما أمره بذلك، فهو تزيد في باب التقرب إلى الله.التقرب إلى الله يكون في حق العالم الذي يتكلم في الرجال بعلم، فإذا كان دونه و تقرب إلى الله بالطعن في الرجال و هو ليس عنده أهلية فيحصل عليه بدعة عند الله، لأنه أراد أن ينصر الله لكن ليست على طريقة السلف و رسول الله.

 
لأنه ما عرف عن أحمد و هو يطلب العلم و يسلك الطلب أنه اشتغل بالجرح، حتى لما نضج و رجع إليه قال لا تجالسوا الحارث إنه مبتدع و قبل ذلك ما تكلم عنه بكلمة، و هو يتحفظ العلم ويدرسه إلا ما بلغه عن الرجال، كقوله سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: من أخد بمذهب أهل الكوفة في جواز شرب النبيذ (القليل المسكر) و مذهب أهل مكة في جواز نكاح المتعة و أهل المدينة في جواز سمع الأغاني فإنه فاسق. كان ينقل ثم جائته فترة بعد ذالك، عرف نضج ثم تكلم في الرجال...

 ( انتهى )




فإلى كل من يتكلم في أهل العلم ( لا نقول طلاب العلم أو دعاة الفضائيات أو غيرهم من الرعاع )،
هل أنت تام العلم تام الورع ؟؟؟

و ما نرجوه أن يكون جوابه، لا لست كذلك. 
فيقال له حينئذ : ليس هذا عشك فادرجي!

و يخشى عليه أن يشمله قول رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ينزغ عقول أهل ذلك الزمان و يخلف لها هباء من الناس ، يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء ".

فالحذر الحذر!!!

وقال الإمام مالك رحمه الله "لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء،حتى يسأل من كان أعلم منه ؛و ما أفتيت حتى سألت ربيعة،و يحيى بن سعيد ،فأمراني بذلك و ولو نهياني لانتهيت ".

و أما من لم يرضى بتزكية أهل العلم لعالم ما، و هم العدول الثقات - نحسبهم كذلك و الله حسيبهم‎ - لا يختلف فيهم اثنان، فليس لنا إليه من سبيل، و لو كان طالبا للحق لكفاه الدليل.

قال الشاطبي(الإعتصام)(ص431):
" والعالم إذا لم يشهد له العلماء، فهو في الحكم باق في الأصل من عدم العلم ،حتى يشهد فيه غيره، و يعلم هو من نفسه ما شهد له به، و إلا فهو على يقين من عدم العلم، أو على شك ؛ فاختيار الإقدام في هاتين الحالتين على الإحجام، لا يكون إلا باتباع الهوى، إذ كان ينبغي له أن يستفتي في نفسه غيره، و لم يفعل، وكان من حقه أن لايقدم إلا أن يقدمه غيره ولم يفعل هذا ".


و أنا أسئلكم بالله: رجل زكاه:
* محدث العصر، و
* فقيه العصر، و
* إمام العصر

و غيرهم من أهل العلم و الفضل، ثم ماذا بعد هذا الحق ؟؟؟ 
يقول ربنا تبارك و تعالى { فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ } .
و المعصوم من عصمه الله تعالى، و إلا فكل يؤخذ من قوله و يرد إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم.


و يجدر في هذا المقام، نقل كلام نفيس للإمام العلامة ابن القيم رحمه الله. قال:


القلوب ثلاثة:

 قلب قاسٍ غليظٌ  بمنزلة اليد اليابسة لا حِسَّ فيها و لا حركة، و قلب مائع رقيق جداًّ. فقلبان على طرفي نقيذ: فالأول لا ينفعل فهو بمنزلة الحجر، و الثاني بمنزلة الماء، و كلاهما ناقص.  و أصح القلوب القلب الرقيق الصافي الصلب؛ فهو يرى الحق من الباطل بصفائه و يقبل الحق و يؤثره برقته و يحفظه و يحارب عدوه بصلابته.

و في الأثر:القلوب آنية الله في أرضه فأحبها إليه أرقها و أصفاها و أصلبها. و هذا القلب الزجاجي، فإن الزجاجة جمعت الأوصاف الثلاثة.

و أبغض القلوب إلى الله القلب القاس: قال تعالى " فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ". و قال تعالى " ثم قسة قلوبكم من بعد ذالك فهي كالحجارت أو أشدُّ قسوة ". و قال تعالى " ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض و القاسية قلوبهم  وإن الظالمين لفي شقاق بعيد ".

 فأبعد القلوب من الله القلب القاسي، فذكر الله رب العالمين القلبين المنحرفين عن الإعتدال، هذا بمرضه و هذا بقسوته و جعل إلقاء الشيطان فتنة لأصحاب هذين القلبين و رحمة لأصحاب القلب الثالث و هو القلب الصافي الذي ميَّزَ بين إلقاء الشيطان و إلقاء المَلَك، بصفاء قلوبهم و بقبول الحق و بإخباث هذا القلب و رقته، و  هذا القلب يحارب النفوس المبطلة بصلابته و قوته.  و قال تعالى عقب ذلك "وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ".  

يقول ابن القيم رحمة الله عليه:
 قال لي شيخي ( يعني شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه) :لا يكن قلبك كالإسفنجة، و ليكن قلبك كالمصباح (كالزجاجة)،
 قال: فما انتفعت بشيئ مثل ما انتفعت بهذه النصيحة.
(انتهى كلامه رحمه الله)


فالإسفنجة بطبيعتها، تتشرب من المكان الذي وضعت فيه، فإذا وضعت في الماء تشربته، و إذا وضعت في البول(أعزكم الله) تشربته، و هكذا، أما الزجاجة فلا تعاني شيئا من ذلك. و ليتأمل اللبيب وصية الشيخ لتلميذه عسى أن ينتفع بها كما انتفع بها ابن القيم رحمه الله تعالى.


و نختم بهذا الدعاء الجامع الذي يسميه أهل العلم ب " دعاء طلب الهداية "، و الذي كان يفتتح به نبينا عليه الصلاة و السلام صلاته بالليل :
 " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ".


هذا و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

و الله أعلم.
Commenter cet article