Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
مُدَوَّنَة الْدُّرَر الْبَهِيَّة

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

24 Octobre 2010, 10:10am

Publié par Ghurabae

 

 

 

http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:KqlmIz3GE91jkM:http://gangube.free.fr/SalafiSoft/at_tawheed.jpg

                                                                   باسم الله الرحمان الرحيم


إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعود بالله من شرور أنفسنا و سيِّآت أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمّدًا عبده و رسوله صلَّى الله عليه و على آله و سلم. أما بعدُ، فإنَّ أصدق الحديث كتابُ الله و خير الهدي هدي محمَّد صلَّى الله عليه و على آله و سلم، و شر الأمور محدثاتها و كل محدثت بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النّارِ أما بعدُ.


من كتاب (( القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد )) لمؤلفه د. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

 

أما تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام : توحيد الربوبية و توحيد الألوهية و توحيد الأسماء و الصفات، أو إلى قسمين : توحيد معرفة و إثبات و هو توحيد الربوبية و توحيد الأسماء و الصفات، و توحيد إرادة و طلب و هو توحيد الألوهية ، فهذه عقيدة المسلمين قاطبة، المؤمنين بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم سوى المبتدعة الضُلاَّل.


و المُراد بتوحيد الربوبية : الاعتقاد الجازم بأنَّ الله وحده الخالق الرازق المحيي المميت المدبر لشئون خلقه كلها لا شريك له في ذلك.

و المراد بتوحيد الألوهية : إفراد الله وحده بالخضوع و الذل و المحبة و الخشوع و سائر أنواع العبادة لا شريك له.

و المراد بتوحيد الأسماء و الصفات : الإيمان الجازم بأسماء الله و صفاته الواردة في الكتاب و السنة، و إثباتها دون تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل.



ولكلِّ قسم من هذه الأقسام الثلاثة ضدٌّ (( فإذا عرفت أن توحيد الربوبية هو الإقرار بأنَّ الله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر لجميع الأمور المتصرف في كلِّ مخلوقاته لا شريك له في ملكه، فضد ذلك هو اعتقاد العبد وجود متصرف مع الله غيره فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل .

وإذا عرفت أن توحيد الأسماء والصفات هو أن يُدعى الله بما سمَّى به نفسه، ويُوصف بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ويُنفى عنه التشبيه والتمثيل، فضد ذلك شيئان، ويَعمَّهما اسم الإلحاد:


أحدهما : نفي ذلك عن الله عز وجل وتعطيله عن صفات كماله ونعوت جلاله الثابتة بالكتاب والسنة.

وثانيهما : تشبيه صفات الله تعالى بصفات خلقه، وقد قال تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير {الشورى: 11}، وقال تعالى: يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه {طه: 110}، وإذا عرفت أنَّ توحيد الألوهية هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة ، ونفي العبادة عن كلِّ ما سوى الله تبارك وتعالى ، فضد ذلك هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله عز وجل، وهذا هو الغالب على عامة المشركين، وفيه الخصومة بين جميع الرسل وأممهما)). (حاشية معارج القبول 1ء418).


و هذه الأقسام الثلاثة للتوحيد لها دلائل كثيرة في كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم.

1 

فمن أدلة توحيد الربوبية قول الله تعالى :{الحمدُ لله ربِّ العَالَمين  

و قوله : { ألا له الخلقُ و الأمرُ تباركَ اللهُ ربُّ العَالمين}[الأعراف:54] ، و قوله :{قل من ربُّ السموات و الأرض قُلِ اللهُ } [الرعد:16] ، و قوله { قُل لمن الأرضُ و من فيها إن كُنتم تعلمون سيقولون لله قل إفلا تدكَّرون قل من ربُّ السموات السَّبع و ربُّ العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتَّقون قل من بيده ملكوت كلِّ شيء و هو يجير و لا يجارُ عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنَّى تُسْحَرُون} [المؤمنون :84ء89] ، و قوله { ذلكم الله ربُّكم فتبارك اللهُ ربُّ العَالَمين} [غافر:64] ، و قوله { اللهُ خالقُ كلِّ شيء و هو على كلِّ شيء وَكيل} [الزمر:62] ، و غيرها من الآيات.

{ص19}

 

2 

و من أدلة توحيد الألوهية قوله تعالى { الحمد لله } ؛ لأن الله معناه المألوه المعبود، و قوله { و إيَّاك نعبدُ و إيَّاك نستعين} ،و قوله { يأيُّها النَّاس اعبدوا ربَّكُم الذي خلقكم و الذين من قَبلِكُم اعلَّكم تتقون} [البقرة:21] ، و قوله : { فاعبدوا الله مُخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص و الذين اتَّخذوا من دُونه أولياء ما نَعبُدُهم إلاَّ ليُقرِّبُونا إلى الله زُلفى} [الزمر:2ء3] ، و قوله { قُل الله أعبدُ مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه} [الزمر:14ء15] و قوله { و ما أُمروا إلاَّ ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء و يقيموا الصَّلاة و يوتوا الزَّكاة و ذلك دينُ القيِّمَة} [البينة :5] ،و غيرها من الآيات.

{ص19}


3

 

 


و من أدلة توحيد الأسماء و الصفات قوله تعالى { الرحمن الرحيم مالك يوم الدين }، و قوله { قل ادعوا الله أو ادعوا

الرَّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماءُ الحُسنى} [الإسراء:110] ،و قوله { هل تعلمُ له سميا } [مريم:65] ، و قوله { اللهُ لا إلهَ إلاَّ هو له الأسماء الحسنى} [طه:8] ، و قوله { ليسَ كمثله شيء و هو السَّميعُ البَصيرُ }، و آخر سورة الحشر ، و غيرها من الآيات.

 

و من الآيات التي جمعت أقسام التَّوحيد الثلاثة قول الله تبارك و تعالى في سورة مريم { ربُّ السَّموات و الأرضِ و ما بينَهُما فاعبُدْهُ و اصطبِرْ لعبادتِه هل تعلَم له سميًّا} [مريم:65].


يقول الشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله مبينا دلالة الآية على ذلك : (( ... اشتملت [أي الآية ] على أصول عظيمة على توحيد الربوبية و أنه تعالى ربُّ كلِّ شيء و خالِقُه و رازِقُه و مدبِّرُه، و على توحيد الألوهية و العبادة و أنه تعالى الإله المعبود و على أن ربوبيته موجبة لعبادته و توحيده و لهذا أتى فيه بالفاء في قوله: { فاعبده } الدالة على السبب أي: فكما أنه رب كل شيء فليكن هو المعبود حقًّا فاعبده، ومنه: الاصطبار لعبادته تعالى وهو جهاد النفس {ص20} وتمرينها وحملها على عبادة اللَّه تعالى فيدخل في هذا أعلى أنواع الصبر وهو الصبر على الواجبات و المستحبات والصبر عن المحرمات والمكروهات، بل يدخل في ذلك الصبر على البليات؛ فإنَّ الصبر عليها وعدم تسخطها والرضى عن الله بها من أعظم العبادات الداخلة في قوله: واصطبر لعبادته، واشتملت على أن الله تعالى كامل الأسماء والصفات، عظيم النعوت جليل القدر، وليس له في ذلك شبيه ولا نظير ولا سمي، بل قد تفرَّد بالكمال المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات )) (حاشية المواهب الربانية من الآيات القرآنية [ص44ء45].)


وفي بيان دلالة القرآن على أنواع التوحيد يقول العلامة ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر أنَّ كلَّ طائفة تُسمِّي باطلها توحيدًا: (( وأمَّا التوحيد الذي دعت إليه رسل الله ونزلت به كتبه فوراء ذلك كلِّه، وهو نوعان: توحيد في المعرفة والإثبات، وتوحيد في الطلب والقصد.


فالأول: هو حقيقة ذات الرب تعالى وأسمائه في صفاته وأفعاله، وعلوه فوق سماواته على عرشه، وتكلمه بكتبه وتكليمه لمن شاء من عباده، وإثبات عموم قضائه وقدره وحكمه. وقد أفصح القرآن عن هذا النوع جدَّ الإفصاح، كما في أول سورة الحديد وسورة طه، وآخر سورة الحشر، وأول سورة الم تنزيل السجدة، وأول سورة آل عمران، وسورة الإخلاص بكاملها وغير ذلك.


النوع الثاني: مثل ما تضمنته سورة: {قل يا أيها الكافرون}، وقوله: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} الآية {آل عمران: 64}، وأول سورة تنزيل الكتاب وآخرها، وأول سورة يونس ووسطها وآخرها، وأول سورة الأعراف وآخرها، وجملة سورة الأنعام. وغالب سور القرآن، بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد، بل نقول قولًا كليًّا: كلَّ آية في القرآن فهي متضنة للتوحيد شاهدة له داعية إليه؛ فإنَّ القرآن إما خبر عن اللَّه وأسمائه وصفاته وأفعاله فهو التوحيد العلمي الخبري، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يُعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره فهي حقوق التوحيد ومكملاته، وإمَّا خبر عن كرامة اللَّه لأهل توحيده وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة فهو جزاء توحيده، وإمَّا خبر عن أهل الشرك ومافعل بهم في الدنيا من النَّكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد (حاشية قال الشوكاني رحمه الله في مقدمة كتابه القيم [ إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع على التوحيد و المعاد و النبوات] ص4 : [ و اعلم أن إيراد الآيات القرآنية على إثبات كل مقصد من هذه المقاصد، و إثبات الشرائع عليها، لا يحتاج إليه من يقرأ القرآن العظيم، فإنه إذا أخذ المصحف الكريم وقف على ذلك في أي موضع شاء، و من أي مكان أحب، و في أي محل منه أراد، مشحونا به من فاتحته إلى خاتمته].)

، فالقرآن كلُّه في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم، ف الحمد لله توحيد، رب العالمين: توحيد، الرحمن الرحيم توحيد، مالك يوم الدين، إياك نعبد توحيد، وإياك نستعين توحيد، اهدنا الصراط المستقيم توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد، الذين أنعم اللَّه عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين الذين فارقوا التوحيد. (حاشية مدارج السالكين 3/449ء 450)

 


و قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحِمه اللَّهُ: (( وقد دلَّ استقراء القرآن العظيم على أن توحيد اللَّه ينقسم إلى ثلاثة أقسام:


الأول: توحيد الله في ربوبيته، وهذا النوع من التوحيد جُبلت عليه فِطَرُ العقلاء، قال تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } {الزخرف: 87}، وقال: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون} {يونس: 31}، وإنكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله: {قال فرعون وما رب العالمين} {الشعراء: 23}، تجاهل من عارفٍ أنه عبدٌ مربوبٌ؛ بدليل قوله تعالى: {قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر } {الإسراء: 102} الآية، وقوله: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} {النمل: 14}، وهذا النوع من التوحيد لا ينفع إلا بإخلاص العبادة لله، كما قال تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} {يوسف: 106}، والآيات الدالة على ذلك كثيرة جدًّا.


الثاني: توحيده جل وعلا في عبادته، وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى: (( لا إله إلا الله ))، وهي متركبة من نفي وإثبات، فمعنى النفي منها: خلع جميع أنواع المعبودات غير الله كائنة ما كانت، في جميع أنواع  العبادات كائنة ما كانت.

ومعنى الإثبات منها: إفراد اللَّه جل وعلا وحده بجميع أنواع العبادات بإخلاص، على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام، وأكثر آيات القرآن في هذا النوع من التوحيد، وهو الذي فيه المعارك بين الرسل وأممهم:{ أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب}.


ومن الآيات الدالة على هذا النوع من التوحيد: قوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك }{محمد: 19} الآية، وقوله: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} {النحل: 36} الآية، وقوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } {الأنبياء: 25}، وقوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون } {الزخرف: 45}، وقوله: {قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون } {الأنبياء: 108}، فقد أمر في هذه الآية الكريمة أن يقول: إن ما أوحي إليه محصور في هذا النوع من التوحيد؛ لشمول كلمة (( لا إله إلا الله )) لجميع ما جاء في الكتب؛ لأنها تقتضي طاعة اللَّه بعبادته وحده، فيشمل ذلك جميع العقائد والأوامر والنواهي، وما يتبع ذلك من ثواب وعقاب. والآيات في هذا النوع من التوحيد كثيرة.


النوع الثالث: توحيده جل وعلا في أسمائه وصفاته، وهذا النوع من التوحيد ينبني على أصلين:


الأول: تنزيه اللَّه جل وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم؛ كما قال تعالى: {ليس كمثله شيء } {الشورى: 11}.

الثاني: الإيمان بما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بكماله وجلاله، كما قال بعد قوله: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }{الشورى: 11}، مع قطع الطمع عن إدراك كيفية الاتصاف، قال تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما} {طه: 110}، وقد قدَّمنا هذا المبحث مستوفيً موضحًا بالآيات القرآنية في سورة الأعراف.


ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار باعترافهم بربوبيته جل وعلا على وجوب توحيده في عبادته؛ ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية باستفهام التقرير، فإذا أقروا بربوبيته احتج بها عليهم على أنه هو المستحق لأن يُعبد وحده، ووبخهم منكرًا عليهم شركهم به غيره مع اعترافهم بأنه هو الرب وحده، لأن من اعترف بأنه الرب وحده لزمه الاعتراف بأنه هو المستحق لأن يُعبد وحده.

ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: { قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار} {يونس: 31} إلى قوله {فسيقولون الله} ، فلما أقروا بربوبيته {25} وبَّخهم منكرًا عليهم شركهم به غيره بقوله: {فقل أفلا تتقون}.


ومنها قوله تعالى: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله، }، فلمَّا اعترفوا وبَّخهم منكرًا عليهم شركهم بقوله: {قل أفلا تذكرون } ، ثم قال: { قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله }، فلما أقروا وبَّخهم منكرًا عليهم شركهم بقوله: {قل أفلا تتقون}، ثم قال: {قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله} فلما أقروا وبَّخهم منكرًا عليهم شركهم بقوله: {قل فأنى تسحرون}[المؤمنون:84ء89].

 

قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد حفظه الله: (( هذا التقسيم الاستقرائي لدى متقدمي علماء السلف أشار إليه ابن منده وابن جرير الطبري وغيرهما، وقرَّره شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وقرَّره الزبيدي في تاج العروس، وشيخنا الشنقيطي في أضواء البيان وآخرون رحم الله الجميع، وهو استقراء تام لنصوص الشرع، وهو مطرد لدى أهل كلِّ فنٍّ، كما في استقراء النحاة كلام العرب إلى اسم وفعل وحرف، والعرب لم تفه هذا، ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب، وهكذا من أنواع الاستقراء)).(حاشية التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير [ص30])

وما يؤمن بالتوحيد من لم يؤمن بهذه الأقسام الثلاثة المستمدة من نصوص الشرع؛ إذ التوحيد المطلوب شرعًا هو الإيمان بوحدانية الله في ربوبيته وألوهيتيه وأسمائه وصفاته، ومن لم يأت بهذا جميعًا فليس موحدًا.


بل إن كلمة التوحيد (( لا إله إلا الله )) التي هي أصل الدين و أساسه قد دلت على أقسام التوحيد الثلاثة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( و شهادة أن لا إله إلا الله فيها الإلهيات، و هي الأصول الثلاثة : توحيد الربوبية و توحيد الألوهية و توحيد الأسماء و الصفات، و هذه الأصول الثلاثة تدور عليها أديان الرسل و ما أنزل إليهم، و هي الأصول الكبار التي دلت عليها و شهدت بها العقول و الفطر ))


و أما وجه دلالة هذه الكلمة العظيمة على أقسام التوحيد الثلاثة فظاهر تماما لمن تأملها : فقد دلت على إثبات العبادة لله و نفيها عمن سواه، كما دلت أيضًا على توحيد الربوبية فإنَّ العاجز لا يصلح أن يكون إلها، و دلت على توحيد الأسماء و الصفات فإن مسلوب الأسماء و الصفات ليس بشيء بل هو عدم محض، كما قال بعض العلماء : المشبه يعبد صنما، و المعطل يعبد عدما، و الموحد يعبد إله الأرض و السماء (حاشية انظر: التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية للشيخ عبدالعزيز بن ناصر الرشيد [ص9] و نص شيخ الإسلام نقلته عنه).


إذا تبين هذا و تقرر فليعلم أن جعل الكاتب و كلامه المتقدم و في طرَّة كتابه هذا من قبيل التثليث في التوحيد و العقيدة الإسلامية قولٌ في غاية الخبث و الضلال و الانحراف، حيث جعل العقيدة المستمدة من الكتاب و السنة مثل عقيدة النصارى المنحرفة الضالة. و قائل هذه المقالة الجائرة حقيق بأن يقطع لسانه و يكسر بنانه و يستتاب من مقالته هذه الشوهاء و ضلالته العمياء. ثم ماذا سيقول الكاتب عن الآيات التي دلت على تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أنواع و تحدثت عن كل نوع على حدة. هل سيقول إنها دلت على التثليث. أو سيضيف إليها قيودات و استدراكات من عنده. ثم ماذا على من استدل بالقرآن في تقسيم التوحيد؟ لا ينكر هذا الأصل العظيم الثابت في القرآن و السنة إلا ضالٌ منحرف.

 

http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=321723

Commenter cet article