Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
مُدَوَّنَة الْدُّرَر الْبَهِيَّة

خطبة الرسول (ص)في حجة الوداع

26 Septembre 2010, 11:29am

Publié par Ghurabae

 

                                                                                                                                                             تأملات : 

 

لقد وقف النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أمام صحابته الكرام رضوان الله عليهم بعد أكثر من عشرين سنة  في الدعوة إلى الله وحماية لحياض التوحيد جاء ليقول لهم (فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا )
موقف لا بد أن تختنق فيه العبرات وتعيد للذاكرة شريط الذكريات ويتألم القلب ويزداد ضرباته لتذكر ساعة الفراق قد لم تكن على البال 
إنه فرق الحبيب صلى الله عليه وسلم وافتقاد المصطفى عليه الصلاة والسلام وانقطاع الوحي وخبر السماء كيف لا تكون تلك ساعة ساعة حزن وسكب للعبرات بل تكاد النفس أن تقول دونك يا رسول الله دونك وتفقد توازنها لتسقط على الأرض مغشية
ولكن أخي الكريم ما ظنك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي أمته وقد حان وقت فراقه لها لا شك أنه سيأمرها بأمر عظيم وعامل مهم في نجاتها وخلاصها من موبقات الفتن واستعصامها بأمر ربها.
فقد بدأ خطبته الوداعية والختامية بقوله الشريف : (أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت )
فكأن رسول الله يعيش اليوم بين ظهرانينا ويرى ما تفجع به الأمة في بكورها وما تهجع به في بطون مسائها إستحلالا للدماء والأموال اللذان وطد بهما خطبته في بيان حرمتهما كحرمة يوم عرفة والأشهر الحرم والبلد الحرام ( كما في رواية أخرى ) ففي هذا الموقف الصعب على النفوس والوصية الو داعية التي تستوجب من المودع الصدق في النصح والوضوح في العبارة والإجبار على الصراحة تجعل الأمر جد خطير والوصية أمر جليل في نفس الناصح والمنصوح فكان تحريم الإرهاب هو مقدمة خطبة الوداع وأوليات نصح رسول الله لصحابته وكأنه صلى الله عليه وآله وسلم يعلم ـ بمامنَّه الله عليه من الخبر المستقبلي ـ حتى كان همه بلاغ هذه الوصية التي حملة تعريف الإرهاب بجميع صوره وشتى جوانبه ليضع لنا صلى الله عليه وسلم هذا الحد البياني الشافي لمصطلح الإرهاب الذي سادة الفوضى تعريفه عند فاقدي سنته ومنعوجي سبل الإصلاح .
ولقد فرح أولئك الأشرار ومن يسنادهم من دعاة الصحوة الأوفياء ـ لهم ـ بهذه الفوضى في قواميس العالم في ضبط تعريف الإرهاب حتى لا تحدد تلك التهجنات بينهم وتمرر من أمام عدسة المتابعة بدون ضبط ولا مساءلة.
فقد جاءت الكلمات النبوية في أبدية التحريم من الناحية المكانية والزمانية ، فمن سن لأولئك الأشرار وأعوانهم الأوفياء ليجعلوا مذهب الاعتداء والاستحلال مخططات إصلاحية ووجهات نظر تستحق الخلاف بدون تثريب ولا تحذير فأين هم من هذه الخطبة التي جمع بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جوامع النصح والإرشاد للأمة في مكان أجتمع فيه الآلاف من الصحابة ليشهدوا منافع لهم ويشهد الله على إبلاغه هذه النصيحة لهم ويأمرهم بإبلاغها لمن خلفهم .
ولكن هو الوئام على مائدة اللئام واقتسام الأدوار بين أفراد جماعات الضلال الذين يفسدون ولا يصلحون كما قال مفسدهم مع سيق الإصرار : ( إذا فجرت مجموعة فعلى الأخرى أن تستنكر ) مدارس تخرج عصابات الإجرام المحلى بالكذب والبهتان على مجتمعات المسلمين على تنوع ألوانها وطيوف مكرها واحدة تفجر والأخرى تستنكر وثالثهم يتوب الناس في شاشات التلفاز ، إنه إتقان للعمل التمثيلي على منصات المسارح وغرام التمثيليات كما قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذوا القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه).
ولكن هذه المدارس التي لا تتقن فن الكذب على امتداد باعها في خطاه ولا تذكر كذبة الأمس فتمزجها بكذبة اليوم فتشكل لأبنائها ألوان من القرارات المتناقضة والوصايا المتعارضة التي تدور بين التهمة والتباسها حتى يعيش أبناء تلك المدارس في غسق الليل المظلم لا يرى الطريق أمامه ليمد فيه ممشاه لأنه فُجِّع بالتوصيات والقرارات المتضاربه ، فالطريق مظلم ، والأوامر مظلمة ، والقيادة مظلمة ، وعاش طوال خلطته ـ بهم ـ في ممنوعات القرارات والمواد ، فكل شيء عنده ممنوع ، حتى الكلام في أمور الفضائل ممنوع ، والجلوس بعد الصلاة للتسبيح وذكر لله ممنوع ، وزيارة أخ في الله ممنوع ، فخيم عليه شبح الخوف من كل جانب ، وزرعوا حوله أنواع من الأوهام والألفاظ ، ( المخابرات والدبابيس والجامية والعمالة ) حتى صار كل خطوة يخطوها ينظر يمنة و يسرة هل يراه من أحد فيبقى رهينة الخوف والشكك، فشككوا شبابهم في تصرفاتهم فيظن الواحد منه أن أعماله كلها ممنوعة ، ومرصودة ، وهذا كله حتى يعيش الناشئة عندهم في طلب مد العون من مرشديهم الذي قد توزعت أسماؤهم في سفوح الهرم التنظيمي ورهن إشارتهم ، وحتى يعيشوا بعيدين كل البعد عن نصيحة الناصحين ، بزعمهم أنهم ذو مقاصد بلاغية وشكائية لدى مسؤلي الدولة ، فهكذا يعيش هذا الناشيء المسكين في دركات من الإرهاب ينموا داخل هذا السرداب مع نماء حجم شبح الخوف والهلع معه ، حتى ينظر إلى الحياة بعين الخيانة ويعبأ قلبه بالظغينة على ولاة أمره فيعيش في انفجار نفسي داخلي ليسترخص بقاءه ويهون عليه مجتمعه فيستحل الدماء والأموال ليبدأ تفكيرا جديدا وقفزة قوية في قبول مقترحات الخلاص من واقع الحال المزعوم الذي أصبح عنده في جاهلية القرن العشرين وتكفير بالكميات وشحن بعبارات التفجير والتنديد وإحساس أن ما أصابه صغيرا أو كبيرا ـ أنه ـ من توصيات وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، فعند هذه اللحظات بلغ الصبر مداه وتجاوز عنده الظالمون المدى فلم تبقى في الأرض عفيفة ولا فضيلة ولا حق في البقاء بعد هذا الحال المؤلم ـ لديه ـ فيأتي عند ذلك التفكير بالواجب الذي عليه ليخلص البشرية من هذه الطاغوتية ويحررها من المستعمر الجديد ويفك الأسرى من سجون الطغاة ويعيد للعذراء عفتها وللثكلى رضيعها ويساعده في ذلك شياطين من الإنس والجن يوحون بعضهم إلى بعض زخرف التدمير والتفجير بموجب صكوك التكفير التي أصدرها قادتهم من داخل الكهوف وعلى سفوح التنظيم ومآزرين تلك المقترحات المخلصة والتدمير المنشود بفتاوى من المشبوهين الذين حرموا البيات في ديارهم وبين أبنائهم من جرَّاء سوء فعالهم الذين وجدوا من أمثال هؤلاء المغررين بغية نقمتهم على المجتمعات وحنقا على الآمنين ليقدموا لهم العمليات الانتحارية بأيدي أبناءهم قربانا ليرووا حسدهم ولتعيش الأمة عامة في فوضى وعدم استقرارية العيش والأمن بسبب أن قادات التنظيم وأساطين الضلال لا يجدون استقرارا .

ولقد قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الخطبة الشريفة كل نوازع الإرهاب ومراحله وجميع تخرصاته وأفكاره واجتثه من جذوره بتحريمه على الاعتداء على الدماء والأموال إذ هما ثمرة كل إرهاب وغاية كل إرهابي على وجه الأرض مهما تسمت ديانته واختلفت غاياته فإن الإرهاب ضد الأمن ، فبالأمن تصان الدماء وتحفظ الأموال وبالإرهاب يزال كل ذلك ويعرَّض للاعتداء ، فكل وسيلة توصل إلى سفك الدماء ونهب الأموال ـ بغير حق شرعي ـ فإنها تسمى إرهابا فلأجل ذلك كانت هذه العبارة النبوية عظيمة الشأن في بيان معنى الإرهاب ومواده ودرجاته .
وإن أمره صلى الله عليه وسلم بالتبليغ بهذه الحرمة يقتضي استمرارية البيان والخطاب في التحذير من وسائل الإرهاب ومنابعه ، والتأكيد في ذلك كما فعل ذلك في تأكيده للصحابة بحرمة هذا الإرهاب الذي صار ديدن البعض .وهاجسه وأختلط الحق بالباطل عند أقوام من المسلمين

وصلى الله وسلم على نبيها محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

منقول من شبكة سحاب   http://www.sahab.net/forums/index.php

Commenter cet article