Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
مُدَوَّنَة الْدُّرَر الْبَهِيَّة

إن الإبل خلقت من الشياطين

6 Juin 2013, 10:51am

Publié par Ghurabae

http://www.aleqt.com/a/484333_140902.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، و بعد

 

فقد خرج أبو داود في سننه تحت باب النهي عن الصلاة في مبارك الإبل

493 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مبارك الإبل فقال لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم فقال صلوا فيها فإنها بركة

 

و قد ذهب بعضهم إلى أن الإبل مخلوقة من الشياطين كما هو الظاهر، و ليس كذلك، بل ظهر على القنوات من يفتي (*) بجواز أكل لحم الجن

 

 

قال شيخ الإسلام رحمه الله - شرح عمدة الفقه

أشار صلى الله عليه وسلم في الإبل إلى أنها من الشياطين ، يريد والله أعلم أنها من جنس الشياطين ونوعهم ، فإنَّ كلَّ عاتٍ متمرِّدٍ شيطانٌ من أي الدواب كان ، كالكلب الأسود شيطان ، والإبل شياطين الأنعام ، كما للإنس شياطين ... فلعل الإنسان إذا أكل لحم الإبل أورته نفارا و شماسا و حالا شبيها بحال الشيطان، و الشيطان خلق من النار، و إنما تطفئ النار بالماء، فأمر بالوضوء من لحومها كسرا لتلك الصورة، و قمعا لتلك الحال، و هذا لأن قلب الإنسان و خُلقه يتغير بالمطاعم التي يطعمها.اهـ

 

و هنا لفتة إلى المشتغلين بالتغدية

" و هذا لأن قلب الإنسان و خُلقه يتغير بالمطاعم التي يطعمها "

و هوكلام نفيس جدا

 

وقال ابن جرير الطبري - فيض القدير

معناه ،أنها خلقت من طباع الشياطين وأن البعير إذا نفر كان نفاره من شيطان يعدو خلفه فينفره ألا ترى إلى هيئتها وعينها إذا نفرت ؟  اهـ

 

 

و هذا هو الصواب الذي لا مرية فيه، قال الله تعالى { خلق الإنسان من عجل }، فهل المعنى أن هذه هي المادة التي خلق منها الإنسان؟ أم أن المعنى هو طبيعة الإنسان

 

فكذلك الإبل طبيعتها شيطانية كما ذكر آنفا

 

قال رب العزة - هوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ

 

و في كتاب الله آية محكمة وجب الرجوع إليها في بيان مادة الخلق، قال سبحانه و تعالى - وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 

 

 

قال القرطبي في تفسيره

والدابة كل ما دب على وجه الأرض من الحيوان ؛ يقال : دب يدب فهو داب ؛ والهاء للمبالغة . وقد تقدم في ( البقرة ) . من ماء لم يدخل في هذا الجن والملائكة ؛ لأنا لم نشاهدهم ، ولم يثبت أنهم خلقوا من ماء ، بل في الصحيح أن الملائكة خلقوا من نور ، والجن من نار . وقد تقدم . وقال المفسرون : من ماء أي من نطفة . قال النقاش : أراد أمنية الذكور . وقال جمهور النظرة : أراد أن خلقة كل حيوان فيها ماء كما خلق آدم من الماء والطين ؛ وعلى هذا يتخرج قول النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ الذي سأله في غزاة بدر : ممن أنتما ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن من ماء ـ الحديث

وقال قوم : لا يستثنى الجن والملائكة ، بل كل حيوان خلق من الماء ؛ وخلق النار من الماء ، وخلق الريح من الماء ؛ إذ أول ما خلق الله تعالى من العالم الماء ، ثم خلق منه كل شيء

قلت: ويدل على صحة هذا قوله تعالى : فمنهم من يمشي على بطنه المشي على [ ص: 271 ] البطن للحيات والحوت ، ونحوه من الدود وغيره . وعلى الرجلين للإنسان والطير إذا مشى . والأربع لسائر الحيوان " اهـ

 

 

و الله تعالى أعلم

هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم

ـــــــــــــــــــــــــــ

(*) حتى و إن جاز له الفتيا بهذا، فينظر هل الجن من ذوات الأنياب أم لا، و إن كنت أميل إلى أنها من ذوات الأنياب آكلات اللحوم و الله أعلم 

Commenter cet article