فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة من سنن الترمذي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد :
( 158 ) م / 165 ــــــ باب : ما جاء في فضل العشاء والفجر في جماعة :
ساق الترمذي بسنده عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( من شهد العشاء في جماعة
كان له قيام نصف ليلة ، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة )) (1) .
وقد ورد فضائل أخرى لهاتين الصلاتين أشار إليها الترمذي وهي :
الحديث الأول :
عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آلـه وسلم : (( من صلى العشاء في جمـاعة وصلى أربع ركعات قبل أن
يخرج من المسجد ، كان كعدل ليلة القــدر )) (2) .
الحديث الثاني :
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آلـه وسلم : (( ليس صــــلاة أثقل على المنافقين ، من الفجر
والعشاء ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ، لقد هممت أن آمــــر المؤذن فيقيم ، ثم آمر رجلاً يؤم الناس ، ثم آخذ شعلاً من نار فأحرق على من لا يخـرج إلى الصـلاة بعد )) (3) .
ـــــــــــــــــــــــــ
(1): أخرجه الترمذي : ( 61 ) كتاب الصلاة : باب : ما جاء في فضل العشاء والفجر ، الحديث ( 221 ) .
قال أبو عيسى : حديث عثمان حديث صحيح ، وقد روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان موقوفاً ،
وروي من غير وجه عثمان مرفوعـاً .
و مسلم : ( 258 ) كتاب المساجد ومواضع الصلاة : باب : فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة ، الحديث ( 260 ) .
وأبو داود : ( 92 ) كتاب الصلاة : باب : في فضل صلاة الجماعة ، الحديث ( 555 ) .
وانظر تحفة الأشراف رقم : ( 9823 ) .
(2) : أخرجه الطبراني : ( الأوسط : 5 / 254 ) ، الحديث ( 5239 ) .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد : ( 2 / 165 ) : في إسناده ضعيف غير متهم بالكذب .
قلت : هذا الحديث يصح العمل به دون ذكر:" قبل أن يخرج من المسجد" و للمزيد حول هذا
الحديث: http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=17603
(3) : أخرجه الترمذي : ( 60 ) كتاب الصلاة : باب : ما جاء فيمن سمع النداء فلا يجيب ، الحديث ( 217 )
والبخاري ( 140 ) كتاب الأذان : باب : فضل العشاء في جماعة ، الحديث ( 657 ) . =
ـ ( 159 ) م / 165 ــــــ
ومسلم ( 256 ) كتاب المساجد : باب : فضل صلاة الجماعة ، الحديث ( 252 ) .
أبو داود ( 91 ) كتاب الصلاة : باب : التشديد في ترك الجماعة ، الحديث ( 549 ) .
النسائي ( 442 ) كتاب الإمامة : باب : التشديد في التخلف عن الجماعة ، الحديث ( 847 ) .
ابن ماجة ( 113 ) كتاب المساجد والجماعات : باب : التغليظ في التخلف عن الجماعة ، الحديث ( 791 ) .
الحديث الثالث :
وعن أنس رضي الله تعالى عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( لو يعلم المتخلف عن صــلاة العشاء وصلاة الغداة ما لهم
فيهما لأتوهما ولو حبوا )) (1) .
الحديث الرابع :
وعن عمارة بن رويبة رضي الله تعالى عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول (( لن يلــج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس
وقبل غروبها )) ، ( يعني الفجر والعصر ) فقال له رجل من أهل البصرة : آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، قال : نعم ، قال الرجل : وأنا أشهد أني سمعته من رسول صلى الله عليه
وعلى آله وسلم ، سمعته أذناي ووعاه قلبي (2) .
_______________________
(1) : أخرجه أحمد : ( 3 / 191 ) رقم : ( 12517 ) .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد : ( 2 / 164 ) رجاله موثقون .
(2) : أخرجه مسلم ( 250 ) كتاب المساجد : باب : فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما الحديث (213) .
أبو داود ( 73 ) كتاب الصلاة : باب : في المحافظة على وقت الصلوات ، الحديث ( 427 ) .
النسائي : ( 2 / 254 ) كتاب الصلاة : باب : فضل صلاة العصر ، الحديث ( 470 ) .
وانظر تحفة الأشراف : رقم ( 10378 ) .
** عمارة بن رويبة الثقفي ، له صحبة وكان قد عـمّر ( مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار : 82 ) و ( تاريخ
الصحابة : 186 ) .
** جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي ، وهو الذي يقال له جندب الخير ، نزل الكوفة ، ومنها إلى البصرة ، فحديثه عند أهل
المصريين جميعاً . ( تاريخ الصحابة : 60 ) و ( الإصابة في تمييز الصحابة : 1 / 613 ) .
ـ ( 160 ) م / 165
الحديث الخامس :
عن جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي : أخرجه الترمذي نفسه ولفظه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((
من صلى الصبـح فهو في ذمة الله ، *فلا تخفروا الله في ذمته )) (1) .
الحديث السادس :
وعن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه ، قال : ( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوماً الصبح فقال : (( أشــــــاهد
فلان )) قالوا : لا ، قال : (( أشـــاهد فــلان )) ، قالوا : لا ، قال : (( إن هــــاتين الصــلاتين أثقل الصــلوات على
المنــافقين ، ولو تعلــمون مــا فيـهـمــا لأتيتموهـما ولو حبــوا على الركـب ، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة ، ولو علمتم ما فضيلته لا بتدرتموه ، وإن صـــــلاة الرجل مع الرجل أزكى من صــلاته
وحـــده ، وصـــلاته مـع الرجلين أزكى من صـلاته مع الرجل ، وما كثر فهو أحب إلى الله تعالى )) (2) .
ـــــــــــــــــــــــــ =
(1) : أخرجه الترمذي ( 62 ) كتاب الصلاة : باب : فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة ، الحديث ( 222 )
قال أبو عيسى : حديث حسن صحيح .
ومسلم : ( 258 ) كتاب المساجد ومواضع الصلاة : باب : فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة ، الحديث ( 657 ) .
وانظر تحفة الأشراف رقم : ( 3255 ) .
(2) : أبو داود ( 92 ) كتاب الصلاة : باب : فضل صلاة الجماعة ، الحديث ( 554 ) .
النسائي : ( 2 / 440 ) كتاب الإمامة : باب : الجماعة إذا كانوا اثنين ، الحديث ( 844 ) .
وابن ماجة : ( 113 ) كتاب الصلاة : باب : فضل الصلاة في جماعة ، الحديث ( 790 ) .
قال الحاكم في المستدرك : ( 1 / 524 ) : وقد حكم أئمة الحديث : يحي بن معين وعلي بن المديني ومحمد بن يحي الذهلي وغيرهم لهذا
الحديث بالصحة ، وانظر الترغيب والترهيب للمنذري : ( 1 / 340 ) .
وانظر تحفة الأشراف : رقم ( 36 ) . [ وينظر فضل الجماعة ] .
*فلا تخفروا الله في ذمته : خـفرت الرجل : أجرته وحفظته . وخفرته إذا كنت له خفيراً ، أي حامياً وكفيلاً . وتخـفرت به
إذا استجرت به . والخُفارة – بالكسر والضم : الذّمام ، وأخفرت الرجل : إذا انقضت عهده وذمامه ، ( النهاية لابن
الأثير : 2 / 52 ) و ( الفائق في غريب الحديث : 1 / 333 ) .
ـ ( 161 ) م / 165
الحديث السابع :
وعن أبي موسى رضي الله تعالى عنه ، قال : كنت أنا وأصحابي الـذين قدمـوا معي في السفينة نزولاً في بقـيع بطحان ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالمدينة ، فكان
يتناوب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند صلاة العشاء كل ليلة نفرٌ منهم فوافقنا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، أنا وأصحابي وله بعض الشغل في بعض أمره ، فأعتم حتى ابهار الليل ثم خرج النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فصلى بهم ، فلما قضى صلاته قال لمن حضره : (( على رسلـكم ، ابشـروا إن من نعمـة الله عليكم أنـه ليس أحدٌ من الناس يصلي هــذه السـاعة
غيركم )) ، أو قال : (( ما صلى هذه الساعة أحدٌ غيركم لا يدري أي الكلمتين )) قال : قال أبو موسى ( فرجعنا ففرحنا بما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وعلى
آله وسلم ) (1) .
الحديث الثامن :
وقد أخرج الترمذي عن بريدة رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وعلى آلـه وسلم أنه قال : (( بشـر المشـائــين في الظلم إلى
المساجد بالنور التام يوم القيامة )) (2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) : أخرجه البخاري ( 126 ) كتاب مواقيت الصلاة : باب : فضل العشاء ، الحديث ( 567 ) .
ومسلم ( 252 ) كتاب المساجد : باب : بيان أن أول وقت المغرب عند طلوع الشمس ، الحديث ( 244 ) .
وانظر تحفة الأشراف : رقم ( 9058 ) .
(2) : أخرجه الترمذي : ( 62 ) كتاب الصلاة : باب : فضل الهشاء والفجر في جماعة ، الحديث ( 223 ) .
قال أبو عيسى : ( هـذا حديث غريب ) .
وأبو داود : ( 93 ) كتاب الصلاة : باب : ما جاء في المشي إلى الصلاة في الظلم ، الحديث ( 561 ) .
وانظر تحفة الأشراف : رقم ( 1946 ) .
قال النووي في الخلاصة : ( 1 / 313 ) : رواه الترمذي وأبو داود ولم يضعفه ، ورواه الحاكم من رواية سهل بن سعد
وقال : هو صحيح على شرط الشيخين .
قلت : وقد صحح الحديث الألباني في صحيح الجامع برقم : ( 2823 ) وفي صحيح أبي داود برقم : ( 570 ) .
** بريدة بن سفيان الأسلمي ، تابعي مشهور مضعّف عندهم ، قيل : إن له صحبه ووهِمَ فيه أيضاً في بعض الأسماء ، ليس بالقوي
وفيه رفعه ، من السادسة . ( الإصابة في تمييز الصحابة :1 / 479) و ( تقريب التهذيب :1 / 105) و ( الخلاصة : 47 ) .
منقول من شبكة سحاب (أبو عاصم)
Commenter cet article